
🔹إن الله تعالى لكمال عظمته، وتمام ملكه وعزته، تسبح له جميع الكائنات، من سماء، وأرض، وجبال، وأشجار، وشمس، وقمر، وحيوان، وطير، قال تعالى ﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾ [الإسراء: 44] جميعَ الكائنات تسبِّح اللهَ تعالى، وإن كنا لا نفقه تسبيحه، وليس هذا الأمر بأعجب من تسبيح الحصا في يد رسول الله ﷺ، وتسبيح الطعام وهو يؤكل. عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل» [البخاري (3579)]
قال ابن كثير رحمه الله:" ولا ريب أن في هذا أعظم عبرة وأجل عظة للناس إذ تدبروا في حال هذه الجبال وهي الحجارة الصلبة والصخور الصماء كيف أنها تسبح بحمد ربها وتخشع له وتسجد وتشفق وتهبط من خشيته. أهـ
فسبحان من اختص برحمته من شاء من الجبال والرجال.. هذا وإنها لتعلم أن لها موعدا ويوما تنسف فيها نسفا، وتصير كالعهن من هوله وعظمه، فهي مشفقة من هول ذلك الموعد، منتظرة له. هذا حال الجبال وهي الحجارة الصلبة، وهذه رقتها وخشيتها وتدكدكها من جلال ربها وعظمته. فيا عجبا من مضغة لحم أقسى من هذه الجبال تسمع آيات الله تتلى عليها ويذكر الرب فلا تلين ولا تخشع ولا تنيب
🔹تخيل لو أنك بعد موتك بأعوم مديدة, أعادك الله للناس لحظات فرأيت أحفادك وأحفاد أحفادك فماذا تقول لهم ؟ لاشك ستوصيهم بأغلى شيء.
🔹عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ " لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلَامَ وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ عَذْبَةُ المَاءِ، وَأَنَّهَا قِيعَانٌ، وَأَنَّ غِرَاسَهَا سُبْحَانَ اللَّهِ وَالحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ». [(حسن) سنن الترمذي (3462) صحيح الجامع] وقوله: "قِيعان" بكسر القاف، جمع قاع، وهي الأرض المستوية الخالية من الشجر. فسارع إلى غرس أشجارك.
وفيه إشارة أن هذه الوصية خير مما هم فيه من التعلق بالدنيا فليدركوا أنفسهم.
🔹ولما علم سامع الوصية ﷺ بقيمة تلك الهدية وعرف قدرها أخذ يوصى بها أتباعه و أحبابه وطلابه, فكان ﷺ يقول لهم: «أَكْثِرُوا مِنْ غَرْسِ الْجَنَّةِ فَإِنَّهُ عَذْبٌ مَاؤُهَا طَيِّبٌ تُرَابُهَا، فَأَكْثِرُوا مِنْ غِرَاسِهَا، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ». [(حسن) الكبير للطبراني (13354)].
🔹 كانت هذه الوصية أحب إلى نبينا من الدنيا.
قال ﷺ "لأن أقول: سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا الله والله أكبر، أحب إلي مما طلعت عليه الشمس». [مسلم (2695)]
🔹وعندما مر النبي ﷺ على أبى هريرة وهو يغرس غرسا له, قال له: «قَالَ: "أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى غِرَاسٍ خَيْرٍ لَكَ مِنْ هَذَا؟ سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ للهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، يُغْرَسُ لَكَ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ شجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ.». [(حسن لغيره) ابن ماجه (3807)]
🔹 عَنْ سَعْدٍ قَالَ: «كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ﷺ فَقَالَ: أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ قَالَ: يُسَبِّحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ، فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ، أَوْ يُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ .» [مسلم (2698)]
🔹 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ». [البخاري (6405) ومسلم (2691)]
وقال: كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ .». [البخاري (6046) ومسلم (2694)]
وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه. انشر تؤجر وشاركنا تعليقاتك.